مقالات

الموت الصامت في سجن بلا جدران درس تاريخى

الموت الصامت في سجن بلا جدران درس تاريخى

★آلَلَوٌآء. أ.حً. سِآمًيَ مًحًمًدٍ شُلَتٌوٌتٌ

الموت الصامت في سجن بلا جدران درس تاريخىالموت الصامت في سجن بلا جدران درس تاريخى

نبدأء بسؤأل. كيف تم قتل ألف جندي أمريكي في السجون الكورية بدون إطلاق رصاصة واحدة. بعد إنتهاء حرب أمريكا مع كوريا قام الجنرال «وليام ماير» المحلل النفسي في الجيش الأمريكي بدراسة واحدة من أعقد قضايا تاريخ الحروب في العالم، فقد تم أسر وسجن حوالي ألف جندي أمريكي في تلك الحرب في كوريا وتم وضعهم داخل مخيم تتوفر فيه كل مزايا السجون من حيث المواصفات الدولية فهذا السجن كان مطابقا للقوانين الدولية من حيث الخدمات المقدمةللسجين ومن حيث معاملته وهذا السجن لم يكن محاط بسور عالي كبقية السجون بل كان يمكن للسجناء محاولة الهروب منه إلى حد ما. و الأكل والشرب والخدمات متوفرة بكثرة وفي هذا السجن لم تكن تستخدم أساليب التعذيب المتداولة في بقية السجون.
※ ولكن التقارير كانت تشير إلى عدد وفيات في هذا السجن أكثر من غيره من السجون هذه الوفيات لم تكن نتيجة محاولة الفرار من السجن لأن السجناء لم يكونوا يفكرون بالفرار بل كانت ناتجة عن موت طبيعي، الكثير منهم كانوا ينامون ليلا ويطلع الصباح وقد توفوا!… رغم أن علاقتهم ببعضهم كانت علاقة صداقة مع إختلاف درجاتهم ورتبهم العسكرية وحتى علاقتهم بسجانيهم كانت علاقة ودية!!!!!!!!!!!.
※ لقد تمت دراسة هذه الظاهرةّ
لعدة سنوات وقد إستطاع ماير أن يحصل على بعض المعلومات و الإستنتاجات من خلال هذه الدراسة:
١- كانت الرسائل والأخبار السيئة فقط هي التي يتم إيصالها إلى مسامع السجناء أما الأخبار الجيدة فقد كان يتم إخفاؤها عنهم.
٢- كانوا يأمرون السجناء بأن يحكوا على الملأ إحدى ذكرياتهم السيئة حول خيانتهم أو خذلانهم لأحد أصدقائهم أو معارفهم.
٣- كل من يتجسس على زملائه في السجن يعطى مكافأة كسيجارة مثلا والطريف أنه لم يتم معاقبة من خالف الضوابط وتم العلم بمخالفته عن طريق وشاية زميله في السجن وهذا شجع جميع السجناء للتجسس على زملائهم لأنهم لم يشعروا بتأنيب لضميرهم نتيجة تجسسهم وهكذا إعتادجميع السجناء على التجسس على زملائهم والذي لم يكن يشكل خطرا على أحد.
※ لقد كشفت التحقيقات أن هذه التقنيات الثلاثة كانت السبب في تحطم نفسيات هؤلاء الجنود الى حد الوفاة:
١- الأخبار المنتقاة السيئة فقط كانوا يفقدون الأمل بالنجاة والتحرر.
٢- حكايتهم لذكرياتهم كالخيانة أو التقصير أمام الملأ والعموم ذهبت بآحترامهم لأنفسهم وإحترام من حولهم لهم.
٣- تجسسهم على زملائهم قضى على عزة النفس لديهم ورأوا أنفسهم بأنهم حقراء وعملاء.
وكانت هذه العوامل الثلاثة كفيلة بالقضاء على الرغبة في الحياة ووصول الإنسان لحالة الموت الصامت.
※ لذلك ينبغي علينا :
١- أن لا نستمع إلى الأخبار السيئة فقط ولا إلى إرجافات المرجفين وتهويلاتهم بل ينبغي أن نمنح أنفسنا ومن حولنا الأمل بالقادم الأفضل.
٢- أن نحترم من حولنا رغم إختلافنا ونتوحد ضد الأعداء.
٣- أن نمتلك العزة والطاقة الإيجابية لا السلبية بالأمل بالله سبحانه والثقة به وبنصره.
※ هكذا سنحطم السجن الذي أراد الأعداء أن يصنعوه بواسطة إعلامهم داخلنا ويعذبونا فيه..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى