
وجوه جديدة في البرلمان: أيمن زيدان ونبض الشارع القنائي
بقلم: د. منصور الأنصاري
شهدت الانتخابات الأخيرة ميلاد ظاهرة تستحق التوقف عندها، وهي صعود جيل من المرشحين يسعون لكسر احتكار الوجوه التقليدية وتقديم نموذج جديد للتمثيل النيابي. في هذا الإطار، برزت قائمة “ائتلاف المستقلين” كجبهة تصدٍ للنمط المألوف، معتمدة في قيادتها على أسماء ذات ثقل محلي، أبرزهم الأستاذ أحمد الحجيري والقيادي الشعبي أيمن صالح زيدان الدشناوي.
1. الرهان على التجديد: استراتيجية “ائتلاف المستقلين”
يمثل انضواء المرشحين المستقلين تحت راية ائتلاف موحد استراتيجية ذكية تخدم فلسفة دعم الكفاءات. يسعى هؤلاء الأفراد، الذين يبتعدون عن القيود الأيديولوجية الحزبية الصارمة، لتحقيق أهداف متكاملة:
- تعزيز المصداقية الشعبية: يمتلك المرشح المستقل غالبًا ارتباطاً أعمق بقواعده الجماهيرية، إذ يبني ثقته من خلال الخدمات المباشرة والتفاعل اليومي، بدلاً من الاعتماد على الانتماء الحزبي. يراهن الائتلاف على هذه الجذور القوية لتجاوز النزاعات التقليدية.
- التركيز الخدمي والتنموي: يتمحور خطاب المستقلين حول القضايا المحلية والاحتياجات الملحة للمواطنين، مثل البنية التحتية المتدهورة، نقص فرص العمل، وتراجع الخدمات. ينسجم هذا التوجه مع حاجة البرلمان لنواب “فنيين” يخدمون دوائرهم بفاعلية مباشرة.
أيمن زيدان: مرشح الخدمات والتنمية المحلية الذي يراهن على صوت الشارع القنائي.
2. أيمن زيدان: مزيج القيادة وصوت الشارع
يعكس اختيار أيمن زيدان لقيادة القائمة توازناً مدروساً بين التأثير الاجتماعي والمهني، مجسداً الترجمة الحقيقية لفكرة “النائب من الشارع”:
- يتميز أيمن صالح زيدان (الدشناوي) بثقله المحلي وشبكة علاقاته الواسعة. يهدف انضمامه إلى القائمة إلى توسيع قاعدتها في مناطق نفوذه الجغرافية، جاعلاً من الخطاب الخدمي المباشر نقطة قوته الرئيسية.
- يمثل زيدان عنصر القيادة القادر على حشد الأصوات بكفاءة، مما يدعم قوة القائمة في خوض المنافسات الانتخابية.
- من المتوقع أن يركز برنامجه على تحقيق التنمية المحلية الشاملة، بدءاً من رقمنة الخدمات الحكومية وصولاً إلى إيجاد حلول جذرية لمشكلات البطالة، ليكون خطابهم الاقتصادي هو الأبرز في مواجهة تحديات المرحلة الراهنة.
3. البرلمان في “عصر المفاجآت”: مسؤولية التمثيل
إن وصول هذه “الوجوه الجديدة” للبرلمان ليس مجرد تغيير في الأسماء، بل هو مؤشر على تغيير في مزاج الناخب الذي يطالب بـ “دم جديد” وكفاءة تبتعد عن الخلافات التقليدية.
في حال نجاح المستقلين في حصد مقاعد، سيتحمل زيدان مسؤولية ترجمة هذا الطموح الشعبي إلى عمل نيابي حقيقي يرتكز على محاور أساسية:
- صناعة التشريع التنموي: التركيز على سن قوانين ذات صبغة خدمية وتنموية تخدم المواطن بشكل مباشر في دائرته.
- تفعيل الرقابة الصارمة: ممارسة دور رقابي فعال على أداء الحكومة، خاصة في ملفات المشروعات المتأخرة والإنفاق العام.
- صوت الائتلاف داخل المجلس: أن يكون الممثل القوي والصادق لفئة “المستقلين”، مما يعزز فكرة التعددية ويكسر الجمود السياسي.
إن الرهان على النزاهة والارتباط المباشر بهموم المواطن يمنح هؤلاء المرشحين فرصة حقيقية في ظل مناخ سياسي أصبح أكثر تقبلاً لضخ دماء جديدة قادرة على تحمل مسؤولية تمثيل الأمة.
مجلة الأديب العربي(قصص واشعار)
جريدة الأسبوع العربي على فيسبوك…تابع كل جديد فى الأخبار
الفيديو الأول شرح موقع و صفحات جريدة الأسبوع العربي ج1
الفيديو الأول شرح موقع و صفحات جريدة الأسبوع العربي ج2