ندوة بمجمع اللغة العربية تدعو لتبعيته للرئاسة
كتب / محمد عمارة
في ندوة بمجمع اللغة العربية: دعوة لتبعية المجمع لمؤسسة الرئاسة دعمًا لحماية اللغة العربية
عقد مجمع اللغة العربية بالقاهرة أولى ندوات برنامجه الثقافي لهذا الموسم، بعنوان: «دور الجمعيات اللغوية الأهلية في حماية اللغة العربية»، وذلك يوم الإثنين 5 من جمادى الآخرة 1447هـ الموافق 27 أكتوبر 2025م، بمقر المجمع.
افتتح الندوة الأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور الأمين العام للمجمع، بكلمة أكد فيها امتداد جهود علماء اللغة القدامى في خدمة العربية، واستمرار مسيرة المتطوعين في الحفاظ عليها.
وأدار اللقاء الأستاذ الدكتور محمد العبد عضو المجمع، بحضور كوكبة من الأساتذة واللغويين، من بينهم: الدكتور محمود الربيعي، والدكتور محمود كامل الناقة، والدكتور عبد الحكيم راضي، والشاعر خالد مصطفى المشرف على مجلة المجمع، إلى جانب الكاتب الصحفي الفلسطيني محمد سعد العجلة، والباحث الاقتصادي الدكتور مازن صلاح العجلة، وعدد كبير من الأكاديميين والمهتمين باللغة العربية.
شهدت الندوة مداخلات متعددة من ممثلي الجمعيات الأهلية اللغوية في مصر، حيث استعرض الأستاذ الدكتور حافظ شمس الدين مسيرة جمعية حماة اللغة العربية وما قدمته من مبادرات لخدمة العربية، مؤكدًا حاجة تلك الجمعيات إلى دعم مستمر ماديًّا ومعنويًّا.
من جانبه، تناول الدكتور محمد الحملاوي رئيس جمعيتي تعريب العلوم وهندسة اللغة أهمية استمرار الجمعيات اللغوية في أداء رسالتها رغم الصعوبات، مشيرًا إلى ما تحقق في مجالات تعريب العلوم الهندسية وتطوير المحتوى العربي على الإنترنت، وداعيًا إلى حسم قضية الأرقام العربية، وتعزيز تعليم اللغة في المراحل الدراسية الأولى.
أما الأستاذ فوزي تاج الدين، عضو مجلس إدارة جمعية لسان العرب لرعاية اللغة العربية ومستشارها الإعلامي وعضو لجنة مؤسسات المجتمع المدني بالمجمع، فقد دعا إلى نقل تبعية مجمع اللغة العربية من وزارة التعليم العالي إلى مؤسسة الرئاسة، معتبرًا أن ذلك يضمن توفير بيئة داعمة لأداء المجمع رسالته على الوجه الأكمل.
وأوضح أن هذه الدعوة كان قد طرحها رسميًّا أثناء ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2005، مؤكدًا أهمية دعم الجمعيات الأهلية بوصفها أجنحة يحلّق بها المجمع في آفاق اللغة العربية. كما أشار إلى جهود الجمعية في ترسيخ حب اللغة بين النشء من خلال الاحتفال السنوي بـ اليوم العالمي للغة الأم في 21 فبراير.
وأكد الدكتور محمود الربيعي في مداخلته أهمية تبنّي الدعوة الخاصة بتبعية المجمع لمؤسسة الرئاسة، بينما ثمّن الدكتور عبد الحكيم راضي دور الجمعيات الأهلية، داعيًا إلى تعزيز تواجدها في الميدان والعمل المباشر مع الجمهور.
واختُتمت الندوة بلمسة شعرية ألقتها الشاعرة رباب جميل – التربوية وعضو جماعة الإعلام التربوي – بقصيدتها بعنوان «بساتين اللغة» التي جسدت مكانة العربية وجمالها
بساتين اللغة
شعر ا / رباب جميل
واها لمن أحـــــــيا بها أتبـاهى
جمعت علوم الكون في مبنـاها
وسعت حياة الناس في أفعــالهم
وتنير مثل الشمس عند ضحاها
من في الوجود يهيم في لغة النهى
مثلي أنا من مهدها لصبـــــــاها
حرفٌ كمثل الغيث يسقى زهــره
ويراقص الكلمات عند ربـــــاها
لغة العروبة والجمال بلاغــــةٌ
والشعر يزهو بنورها وسنـــاها
هيا اقرأوا القرآن في محــــرابه
سترون نور الليل إذ يغشــــاها
وستنطقون بفطرة وصبـــــابة
فتهللــون وتذكــــــــــرون الله
لغةٌ تقطَّر شهـــدُها وعبيرُها
للنطقِ طعمُ الشَّهدِ من معناها
وحروفُها مثلُ الخريرِ بجدولٍ
يسبي النفوس بلحنها وغناها
يا أجمل الكلمات في لغــةٍ أتتْ
مثل الجواهرِ إذ يصيح صداها
سبحانَ من جعلَ الكلامَ حقيــقةً
تعطي الحـــياةَ شبابَها وصبَاها
أبناءَ يعـــــربَ إننا نشتـــاقُـــها
حتى نعــيشَ بظلِّـــها وحمــاها
كم ذلت الكلــماتُ قــلبَ عـدوِنا
مثلَ المدافعِ حين ينطــق فاهـا
