أخبار

ماذا لو أصبحت فلسطين وإسرائيل مناطق منزوعة السلاح تحت الحماية الدولية

ماذا لو أصبحت فلسطين وإسرائيل مناطق منزوعة السلاح تحت الحماية الدولية

بقلم: لواء وليد صالح

فى تصرّيح لوزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، امس الخميس، أن بلاده ترى ضرورة أن تكون غزة منطقة منزوعة السلاح بالكامل، في إطار أي تسوية سياسية … فماذا لو أصبحت فلسطين وإسرائيل مناطق منزوعة السلاح تحت الحماية الدولية ؟

في عالمٍ يزداد اشتعالًا بالصراعات وتضارب المصالح، يظل السؤال الذي يطرحه العقلاء:

ماذا لو تمّ نزع السلاح من منطقتي فلسطين وإسرائيل ووُضعتا تحت حماية دولية شاملة؟

قد يبدو هذا السيناريو في الظاهر خياليًا أو مستحيل التنفيذ، لكن في عمق الفكرة تكمن احتمالية واحدة تستحق التأمل:

هل يمكن أن يعيش الشرق الأوسط أخيرًا في سلامٍ حقيقي؟

الفكرة الجوهرية

نزع السلاح يعني إنهاء سباق القوة، وبدء سباق البناء.

لو قبل الطرفان بفكرة منطقة منزوعة السلاح، ستكون أول مرة يُسلّم فيها القرار الأمني إلى سلطة أممية محايدة، لا تنتمي لدين ولا قومية، بل تنتمي للمصلحة الإنسانية الكبرى: وقف نزيف الدم.

النتائج المحتملة

1. وقف دائم لإطلاق النار:

لن يكون هناك مبرر لصواريخ أو اجتياحات، لأن أي عمل عسكري سيُعتبر اعتداءً على قرار دولي تحت مظلة مجلس الأمن.

2. تحوّل اقتصادي شامل:

مليارات الدولارات التي تُنفق على التسليح ستتحول إلى مشاريع تنمية، إعادة إعمار، وبنية تحتية تخدم الإنسان بدلًا من آلة الحرب.

3. إحياء غزة كمنطقة مدنية عالمية:

يمكن تحويل غزة إلى نموذج شبيه بـ“هونغ كونغ الشرق الأوسط”، منطقة تجارية حرة مفتوحة على البحر، بإشراف أممي كامل.

4. تجميد العقلية العسكرية:

بعد عقود من الكراهية، سيُفرض واقع جديد يضع المقاتل محل المهندس، والمستوطن محل المستثمر.

5. إعادة بناء الثقة:

الحماية الدولية ستضمن أمن الجميع، فيتراجع هاجس “الخطر الدائم” لدى الإسرائيليين، ويتنفس الفلسطينيون لأول مرة بلا خوف من غارات أو حصار.

العقبات الواقعية

لكن هذا السيناريو لا يخلو من العقبات؛ فالفصائل الفلسطينية ترى في سلاحها رمزًا للكرامة والمقاومة، بينما تعتبر إسرائيل تفوقها العسكري ضمانة وجودها.

لذلك فإن التخلي عن السلاح يعني التخلي عن أدوات السيطرة والنفوذ، وهو قرار لا يأتي إلا حين تفرض الظروف الدولية إرادة أقوى من الجميع.

الدور الدولي

المجتمع الدولي هو الوحيد القادر على تحويل هذا الحلم إلى واقع.

وجود قوات سلام مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية قد يصنع “المعادلة الآمنة”:

لا غالب ولا مغلوب، بل منطقة محمية، خالية من التهديد، مفتوحة للمستقبل.

الخاتمة

ربما لن يتحقق هذا السيناريو غدًا، لكن التاريخ علمنا أن الحروب لا تدوم، وأن أقسى الأعداء جلسوا يومًا على طاولة واحدة.

نزع السلاح ليس هزيمة لأحد، بل هو انتصار للبشرية جمعاء.

وحين تصبح فلسطين وتل أبيب مناطق منزوعة السلاح تحت حماية العالم، قد يبدأ فعليًا سلام الشرق الأوسط الحقيقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى