أدب

كيف تكونت الرواية التاريخية

كيف تكون الرواية التاريخية؟

اعداد وتحقيق /محمد حمدان البهلولي

الرواية التاريخية ، هي رواية تدور أحداثها في فترة تاريخية، ليس ذلك وفقط بل وتحاول نقل روح العصر الماضي وبعضا من عاداته وايضا ظروفه الإجتماعية بتفاصيل واقعية (في بعض الحالات دقة ظاهرية فقط) وقد يتناول العمل شخصيات تاريخية حقيقية أو قد يحتوي على مزيج من الشخصيات،

قد يكون عدد الكلمات بها يوافي الرواية إن لم يكن يوازيه ويساويه،

“كفاح طيبة” هي خير مثال لذلك، للكاتب والاديب المصري نجيب محفوظ، التي حاكى تاريخ حقبة زمنية من مصر القديمة وما آسته تلك الحقبة من خسائر، وما سجّلته من انتصارات ،

فقد سطرت انامل الاديب نجيب محفوظ روايته تلك ببداية:

سيكننرع

“كانت السفينة تصعد في النهر المقدّس، ويشق مقدّمها المتوّج بصورة اللوتس الأمواج الهادئة الجليلة، يحث بعضها بعضا من القدم كأنها حادثات الدّهر في قافلة الزمان، بين شاطئين انتثرت علي أديمهما القرى، وانطلق النخل جماعات ووحداناً، وترامت الخضرة شرقاً وغرباً، وكانت الشمس تعتلي كبد السماء ترسل أسلاكا من النّور إذا غمر النبت… ”

هناك رواية حديثة عانقت التاريخ القديم، بتفاصيل، فلك أن تتخيّل أنّـك ستنقل إلى هناك دون أن تشعر،

ذلك الوصف لكل أنفاس الماضي الذي يفرضه الكاتب في الرواية ليعيش ويصمت ويتنفس أيضا،

فكانت البداية من رواية

” أرض كيم ”

” طينة ” تلك المقاطعة الثامنة الجنوبية،

التي اتسع عرض النيل قبالة منحنيات طرقها،

وبارك الإله ” أوزير” إله النباتات العظيم أشجارها ونخيلها وطلعها، وثمارها،

وخصّب أرضها وجتباها وانتقاها الإله “جب”

إله الأرض، إله النيل، الذي أنجب بكره الإله ” أوزير”

فكانت ذكرى وفاته، ليلة عامرة تقام في تلك المقاطعة غربًا.

اتجاه الصحراء بسبعة عشر ميلا من بداية ضفاف النيل الخالد،

الذي قالت عنه أسطورة الأجداد إنّ رأسه دفنت هناك.

اعداد وتحقيق /محمد حمدان البهلولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى