
الباحث عن من أحب.
بقلم/ أحمد درويش العربي
ضَرَبْتُ أَكْبادَ الإِبِلْ أَبْحَثُ عَنْ مَحْيَاكَ
وَصادَفْتُ أَهْوالًا هَانَتْ لِرُؤْيَاكَ
وَصِرْتُ أَبْحَثُ عَنْكَ فِي وَجْهِ مَنْ أَلْقَى
لَعَلَّ الزَّمانَ يَجُودُ لِلْقَلْبِ فَأَلْقَاكَ
وَنَادَيْتُ فِي فَلَواتِ اللَّيْلِ اِسْمَكَ خاشِعًا
فَيَرْتَدُّ صَدَى الأَسْماءِ يُرَجِّعُ نَجْوَاكَ
فَإِنْ مَرَّ طَيْفُكَ فِي الْمَدَى قُلْتُ مَرْحَبًا
وَضَمَّ الْفُؤادُ نَسِيمَ رِيحٍ بِأَنَّاكَ
أُقِيمُ عَلَى وَعْدِ اللِّقَا مِثْلَ عَاشِقٍ
يُقِيمُ عَلَى الرَّمْضَاءِ إِنْ لاحَ مَأْوَاكَ
وَأَحْسَبُ أَنَّ الدَّرْبَ يَعْرِفُ خُطْوَتِي
إِذَا خَطَرْتُ فِيهِ مُغْرَمًا قَدْ تَهَيَّاكَ
وَكَمْ سَأَلْتُ بَدْرَ اللَّيْلِ عَنْكَ فَلَمْ يُجِبْ
كَأَنَّ النُّجُومَ تَحَارُ فِيمَنْ تَوَارَاكَ
وَسَأَلْتُ وَرْدَ الرَّوْضِ عَنْ طِيبِ مُبْسَمٍ
فَيَصْمُتُ عِطْرُ الزَّهْرِ خَجْلًا مِنَ الشَّاكَى
فَإِنْ هَبَّتِ الأَنْفَاسُ قَالَ نَسِيمُهَا
رُوَيْدَكَ إِنَّ الشَّوْقَ أَوْدَى بِمَنْ هَاكَ
أُعَلِّلُ نَفْسِي بِالأَمَانِي كَأَنَّهَا
قَنَادِيلُ صَبْرٍ تُضِيءُ لِي ذِكْرَ مَغْنَاكَ
وَأُخْفِي لَظَى الْوِجْدَانِ خَوْفَ شَمَاتَةٍ
وَلَكِنَّ عَيْنِي تُفْضِحُ الْقَلْبَ إِذْ رَآكَ
فَإِنْ طَالَ بِي بَعْدُ الْمَسِيرُ فَمَا عَلَى
طَرِيقِ الْهَوَى إِلَّا صَبُورِي لِيَرْعَاكَ
وَهَا أَنَا ذَا بَعْدَ السِّنِينَ مُعَلَّقٌ
عَلَى أَمَلٍ أَنْ تُورِقَ الأَيَّامُ بِلْقَاكَ





