
🇪🇬 من الصمت تخرج الفكرة… طريق الوعي إلى الحقيقة
✍️ بقلم الكاتب: أحمد محمد مسعد أحمد العراقي.
في عالمٍ يزدحم بالأصوات ويختلط فيه الصواب بالضجيج، يصبح الصمت أحيانًا لغة النخبة الواعية، لا ضعفًا ولا انسحابًا، بل مساحةً للتفكير والنضج قبل اتخاذ القرار.
فمن الصمت تولد الفكرة، ومن الفكرة يُولد الوعي، ومن الوعي تُبنى الأوطان.
الصمت ليس غيابًا عن الفعل، بل حضورٌ للعقل والضمير. هو اللحظة التي يتراجع فيها الانفعال لتتقدم البصيرة، ويحل فيها التفكير محل الصخب.
في زمنٍ كثرت فيه الشعارات، يبقى الصمت الواعي فعلًا وطنيًا، لأنه يمنح الكلمة قيمتها، والفعل مسؤوليته، والقرار وزنه الحقيقي.
إنّ التأمل في الصمت هو ما يجعل الإنسان قادرًا على رؤية ما لا يُقال وسماع ما لا يُسمع.
فمن رحم السكون تولد الإبداع والفكر والعدل، لأن العقول لا تُنير إلا في لحظات الصفاء.
القاضي يصمت قبل أن ينطق بالحكم، والمعلم قبل أن يجيب تلميذه، والقائد قبل أن يصدر قراره… فكل صمتٍ حقيقي هو مقدمة لحكمةٍ كبرى.
الصمت ليس تراجعًا عن قول الحق، بل هو تمهيدٌ لكلمةٍ مسؤولة لا تُقال إلا في وقتها، ولا تُوجَّه إلا لصالح المجتمع والدولة والإنسان.
كم من كلمةٍ أحرقت جسورًا بين الناس، وكم من صمتٍ أنقذ وطنًا من فتنة أو انقسام.
فالفكرة حين تخرج من وعيٍ هادئ، تصبح قوة بناء لا معول هدم.
إنّ “من الصمت تخرج الفكرة” ليست شعارًا أدبيًا فقط، بل منهج وطني وأخلاقي يدعو كل مواطن إلى التفكير قبل الحكم، والوعي قبل الرأي، والإنصات قبل الرد.
وما أحوجنا اليوم إلى هذا الوعي، ونحن نعيش مرحلة مليئة بالتحديات الإقليمية والدولية التي تستهدف استقرار الشعوب وثقة المواطن في وطنه.
فاحترام قيمة الصمت الواعي هو احترامٌ للعقل، وهو في ذاته شكلٌ من أشكال حماية الأمن القومي المجتمعي.
فالكلمة غير المحسوبة قد تفتح ثغرة في جدار الوطن، أما الفكرة الواعية فهي التي تُغلقها وتُحصّنه.
ومن هنا، يصبح الصمتُ سلوكًا وطنيًا حين يُسهم في وحدة الصف ودعم الدولة في مواجهة الصراعات والتحديات.
🕊️ الخاتمة:
من الصمت تخرج الفكرة،
ومن الفكرة يولد الوعي،
ومن الوعي تُبنى الأوطان.
حفظ الله مصر شعبًا وقيادة، جيشًا وشرطة، ووفقنا الله وإياكم لخدمة الوطن وسلامة أراضيه ومواطنيه. والله الموفق والمستعان.





