أخبار

متى يدرك العالم أن السلام هو انتصار الجميع

متى يدرك العالم أن السلام هو انتصار الجميع؟

كتبت/آية نور

في قطاع غزة، لا تتساقط القذائف على المباني فحسب، بل على كل ما هو إنساني.
المشاهد التي تتدفق إلينا يومياً ليست مجرد أرقام في نشرات الأخبار، بل هي صرخة مدوية لوقف نزيف لا مبرر له يهدد بتمزيق النسيج الإنساني والأخلاقي للعالم، لقد تجاوزت هذه الحرب مرحلة الصراع السياسي والعسكري، ودخلت منطقة الكارثة الإنسانية الشاملة،إن الحديث عن الحرب يتطلب منا أن نضع الأسباب جانباً للحظة، ونركز على النتائج. الكلفة الحقيقية لهذه الجولة من العنف تُقاس بأرواح الأبرياء، مئات الآلاف من النازحين يبحثون عن مأوى آمن غير موجود، يواجهون شتاءً قاسياً ونقصاً حاداً في أبسط مقومات الحياة: الماء النظيف، والغذاء، والدواء.
بالاضافة لانهيار القطاع الصحي: المستشفيات، التي يجب أن تكون ملاجئ آمنة، تعمل بأقل من طاقتها وسط القصف، وتحولت إلى قاعات انتظار للموت بدلاً من مراكز للشفاء، جيل محطم فالأطفال، وهم الشريحة الأكبر في القطاع، لا يفقدون منازلهم وأهلهم فحسب، بل يفقدون طفولتهم والمستقبل الذي كان يمكن أن يملكوه، إن الصدمات النفسية التي يتعرضون لها هي بذور لجولات عنف قادمة،إن هذه الكارثة ليست شأناً فلسطينياً أو إسرائيلياً فقط؛ إنها عار على الضمير العالمي الذي يقف عاجزاً أمام قتل المدنيين بدم بارد، لذلك فالمخرج الوحيد يتمثل في السلام العادل فلقد أثبتت عقود من الصراع العسكري أن القوة لا يمكن أن تحقق سلاماً مستداماً، كل جولة من العنف لا تزيد إلا من تراكم الكراهية والرغبة في الانتقام، مما يضمن اشتعال الجولة التالية.
المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار ليست ترفاً، بل ضرورة إنسانية وسياسية لوقف حلقة الدم المفرغة. يجب على المجتمع الدولي، وعلى رأسه القوى الكبرى، أن يتحمل مسؤوليته التاريخية وأن يتجاوز لغة الإدانة الخجولة إلى فعل حاسم وموحد.
وقف الحرب هو الخطوة الأولى، ولكن الهدف الأسمى هو إرساء سلام عادل وشامل يضمن:
حل الدولتين: إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على حدود عام 1967.
العدالة الإنسانية: رفع الحصار عن غزة وإعادة إعمار القطاع ليعيش أهله بكرامة فالحرب في غزة لا تحرق غزة وحدها، بل تحرق مصداقية كل من يتغنى بحقوق الإنسان والديمقراطية في العالم
إن التزامنا تجاه الإنسانية يتطلب منا أن نرفض منطق القوة، وأن نرفع صوتنا عالياً لوقف هذه المجزرة.
لن يتوقف الدمار إلا إذا توقفت الآلة العسكرية، ولن يأتي السلام إلا بفرض العدل، لنجعل من هذه اللحظة نقطة تحول حقيقية نحو إنهاء الصراع، والاعتراف بأن الكرامة الإنسانية لا تتجزأ ولا يمكن أن تُهزم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى