
قطر ليست آخر من تقصف
كتب/ حسن عبد السلام شتا
لا تزال إسرائيل تمضي في سياستها العدوانية تجاه المنطقة العربية غير عابئة بالقوانين الدولية أو بحرمة الدول المستقلة. فما شهدناه بالأمس من قصف لمركز إقامة حركة حماس في قطر ليس إلا حلقة جديدة في مسلسل طويل من الانتهاكات الإسرائيلية، التي تكشف عن استهانة واضحة بالدول العربية، واستقواء بدعم أمريكي معلن. وكأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح قادة إسرائيل تصريحاً مفتوحاً بقوله: “افعلوا ما شئتم، فالظروف لن تتكرر مع رئيس آخر.”
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغل هذه اللحظة التاريخية ليواصل مشروعه التوسعي. بدأ بضرب قواعد حزب الله في لبنان وقتل قادته على مرأى ومسمع من العالم، ثم توجه إلى سوريا فقصف مطاراتها وقواعدها العسكرية حتى دمر أجزاء واسعة من بنيتها الدفاعية، وحاول فرض واقع جديد على حدود لم يكن ليحلم بها منذ حرب 1967. وبعدها، فتح جبهة مع إيران استمرت 12 يوماً، لكنه اصطدم هناك بخصم عنيد لم يمنحه نصراً سهلاً.
لم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ وسّع نتنياهو عدوانه على اليمن مرات عدة، كان آخرها الليلة الماضية عقب ضرب قطر، في رسالة واضحة مفادها أن لا دولة عربية في مأمن من استهدافه، بعدما سبق أن استهدف تونس والأردن. واليوم، تتساءل العيون: هل جاء الدور على مصر؟
لكن ما يغفل عنه قادة إسرائيل أن مصر ليست كبقية الدول. فبما تملكه من قوة عسكرية واقتصادية واستراتيجية، وبقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تبدو القاهرة يقظة تماماً لمخططات التهجير وتغيير الخرائط التي تسعى إليها تل أبيب. أي محاولة إسرائيلية لتوجيه ضربة خاطفة في سيناء لن تمر، بل ستكون بداية النهاية لطموحات التوسع الإسرائيلية.
إن مصر، بتاريخها وجيشها وشعبها، قادرة على قلب المعادلة، لتؤكد أن زمن الاستهانة بالدول العربية قد ولى، وأن أحلام إسرائيل بالتمدد “من النيل إلى الفرات” ستتحطم على أبواب القاهره