
قصيدة: “القدس سيدةُ الزمان”
يا قُدسُ.. يا سيدةَ الزمانْ،
يا نبضَ أنبياءٍ خطُّوا على جدرانكِ الوَعدَ،
وارتفعوا إلى السماءْ.
يا وردةً في خاصرةِ الأرض،
لم تنحنِ لريحٍ ولا لليلٍ ثقيل،
كأنكِ سورةٌ تُتلى في الصبحِ،
أو دعاءُ أمٍّ يشقُّ الغيمَ بالدمعِ النبيل.
أيتها المدينةُ المصلوبةُ على صبرها،
كم عبركِ غزاةٌ.. ثم انكسروا،
وكم غنّاكِ عشّاقٌ.. ثم عادوا،
وحدكِ بقيتِ..
شاهدةً أنَّ كل معتدٍ إلى زوال،
وأنكِ عصيّةٌ لا تُكسر،
بل يزيدكِ العدوانُ قوّةً،
ويشحذُ فيكِ العزمَ كالنصال.
يا قدسُ..
فيكِ تجتمعُ الأديانُ كما تجتمعُ النجوم،
وفيكِ ينكسرُ الحديدُ أمام حجارةِ طفلٍ،
وفيكِ تُعلَّمُ الدنيا أنَّ الحريةَ
ليست هِبةً.. بل حقٌّ يولدُ مع النَفَس.
أقسمُ بالجرحِ الذي يسكنُ عيونَكِ،
وبالأذانِ الذي يعلو من مآذنِكِ،
وبالأجراسِ التي تدقُّ في قلبِكِ،
أنكِ باقيةٌ ما بقيَ الكونُ،
لا تُباعينَ، لا تُشترينَ،
لا تُقسمينَ، لا تُنسَينْ.
يا قدسُ..
ستبقى جبهتكِ عاليةً كالجبل،
وصوتكِ مدوّيًا كالرعد،
تقولينَ للعالم: “أنا الحقّ.. أنا الحياة”،
فمن أراد كسرَكِ.. كسرَهُ التاريخ،
ومن حاول طمسكِ.. محاهُ الزمان.
أنتِ لنا البدايةُ والنهاية،
أنتِ روحُ الأرضِ وضياءُ السماء،
أنتِ نداءُ الحرية…
وصوتُ الانتصار الآتي مهما طال الطريق.
✒️ أحمد محمد مسعد أحمد العراقي
مفوض استشاري حقوق الإنسان – حراس مصر
مواطن مصري يؤمن بأن القدس ستبقى عربية الهوى والهوية. 🇵🇸🇪🇬





