
✍️ بقلم : أسماء أبو المجد شبيب
(أسماء شبيب)
فقام واقفا وهو يمسك بيده أدوات صيده وصندوق الأسماك والتفت ليشكر ذلك الشخص المجهول ولكن المفاجأة ألجمت لسانه…….
فعندما التفت لم يكن هناك ما يدل على
وجود أي شخص آخر في المكان غيره واقترب لكي يرى أعقاب السجائر أو أعواد الثقاب المشتعلة فلم يجد أثرا لأى منهما وهنا ارتجفت أوصاله من الخوف وأطلق ساقيه للريح وأخذ دراجته وهو يجري بها بجواره ولم يركبها من شدة ارتباكه حتى وصل إلى الشارع الرئيسي حيث الإضاءة والسيارات المارة فتوقف يلتقط أنفاسه وهو يحاول أن يستجمع شجاعته الهاربة ورباطة جأشه حتى يكمل الطريق إلى منزله وبعد قليل ركب دراجته وعندما وصل إلي بيته أخرج مفاتيحه ليفتح باب المنزل من غير أن يزعج والديه وعندما فتح الباب إذا بعمه الذي يسكن معهم في نفس العمارة يهبط من الدور العلوي للذهاب إلى صلاة الفجر وسأله :-
ـ أين كنت في هذا الوقت يا (عمرو)..؟
حكي(عمرو) لعمه كل ما حدث له من أول خروجه للصيد بعد منتصف الليل إلي لقائه به على باب المنزل.
فسكت عمه ولم يجبه.
فسأله(عمرو):-
ـ ماذا هناك يا عمي..؟ أنا لا أفهم شيئا مما حدث لي فقط أخذت أجري حتى وصلت إلى هنا.
******
أخذ عمه يبسمل و يحوقل ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثم تحدث بصوت خفيض لكيلا يسمعه أحد من أهل المنزل فقال:-
ـ يا بني، المكان الذي كنت تصطاد فيه منذ عشر سنوات غرق فيه أحد الشباب وأهل البلدة أخذوا يبحثون عن جثته فلم يجدوه حتى اليوم ولكن هناك من يقول أنه شاهدوا ( جنيا) يتشبه بهيئته عندما يتواجد أحد في المكان ويقول أن هذا المكان له ،ويرتدي دائما ملابس سوداء وقبعة تغطي أغلب وجهه.
سقطت من يد(عمرو) سلسلة مفاتيحه وهو يكتم صرخة كادت أن تفلت من فمه ويستيقظ والديه على إثر سماعها .
فسأله عمه بهلع واضح:-
ـ مالك يا (عمرو)…؟
أجابه(عمرو) بصوت مرتجف :-
ـ لقد رأيته وبنفس الهيئة التي وصفتها الملابس السوداء والقبعة التي تغطي أغلب وجهه ولقد طلب أيضا سجائر فأخرجت له من جيبي علبة….
وقطع كلامه واتسعت عيناه من الرعب والفزع وأخذ جسده يرتجف عدة رجفات متتالية وهو يكمل في رعب ظاهر:-
ـ أنا لا أدخن فمن أين جاءت علبة السجائر..؟
أنا لم أره يدخن ولم أشمّ رائحة السجائر ولم أرى أعواد الثقاب في الأرض .
وقطع حديثه وهو يهرول خارجا ليري الصندوق الذي وضع فيه الأسماك التي اصطَادها ففتَحته وكانت المفاجأة …..
الصندوق خالٍ تماما من الأسماك ولا يوجد به أي نوع من الأسماك.
وجاءه الصوت العميق يتردد داخل عقله وهو يقول :-
ـ لن تستطيع اصطياد أية سمكة الليلة عقابًا على تعديك ودخولي إلى مكاني ومن غير إذني .
تمت