مقالات

بلسانٍ عربي مبين (لماذا أصبحنا غرباء عن لساننا العربي)

 

بقلم: نعمه حسن احمد

 

 

 

لغة غريبة وهوية مفقودة

 

أصبحنا نتحدث بلسان غير لساننا، نخلط لغات أجنبية بكلماتنا حتى صارت لغتنا العربية – التي كانت يومًا لغة العلم والفخر – غريبة على أسماعنا. الدراسة في كثير من مدارسنا وجامعاتنا لم تعد بالعربية، بل بلغة أخرى جعلتنا نفقد خصوصيتنا وهويتنا، وصرنا نبحث عن التميز في قوالب غير قوالبنا.

 

 

المظاهر تغلب الجوهر

 

لم يتوقف الأمر عند اللغة والتعليم فقط، بل امتد إلى مظهرنا الخارجي. ملابسنا لم تعد تعبّر عن ثقافتنا، بل أصبحت تقليدًا لموضات غريبة لا نعرف أصلها. حتى أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا التي ورثناها عن أجدادنا بدأت تتغير شيئًا فشيئًا، حتى صارت غريبة عنّا نحن أنفسنا.

 

 

أزمة هوية في زمن العولمة

 

العولمة فتحت العالم على بعضه، لكنها في الوقت نفسه كسرت الحدود بين الثقافات. لم يعد الخطر في الاطّلاع على ثقافات الآخرين – فهذا مطلوب – ولكن الخطر في أن نفقد نحن أنفسنا وسط هذا الزخم.

إنّ الأمم التي يُحترم وجودها هي تلك التي تتمسك بهويتها وتفتخر بلغتها وثقافتها، وفي الوقت نفسه تنفتح على الآخرين دون أن تذوب فيهم.

 

 

لماذا لا يحترمنا العالم؟

 

السؤال الذي يفرض نفسه: كيف نطلب من العالم أن يحترمنا، ونحن لم نحترم أنفسنا؟ كيف نُطالب بالاعتراف والتميّز، ونحن تخلّينا عن أجمل ما فينا: لغتنا، عاداتنا، وأصالتنا؟

الهوية ليست مجرد كلمات أو شعارات، بل هي سلوك يومي، واعتزاز بالذات، وإصرار على أن نُقدّم أنفسنا كما نحن، لا كما يريد الآخرون أن نكون.

 

 

الطريق إلى استعادة الذات

 

الحل ليس في الانغلاق على أنفسنا، ولا في رفض كل ما هو جديد، وإنما في التوازن:

 

أن نحافظ على لغتنا العربية كلغة للعلم والإبداع بجانب إتقان اللغات الأخرى كوسيلة تواصل لا أكثر.

 

أن نستلهم من تراثنا القيم ما يدفعنا للتقدّم، بدلًا من أن نهجره ونعتبره عبئًا.

 

أن نواكب العصر في التكنولوجيا والفكر والعلوم، ولكن بخصوصيتنا لا بنسخة مكررة من الآخرين.

يجب علينا انت نعتز بلغتنا العربية بل ونفتخر بها ونحترمها ليحترمنا العالم .

وتحياتي ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى