
كتبت : مها أبو ندا
لم تكن حرب أكتوبر مثلها مثل أي حرب سابقة على مصر، بل كانت إعادة للقوة العسكرية المصرية، والروح العالية، والفخر للجندي المصري والجيش المصري ككل.
البيجامة الكستور رمز الانتصار لمصر
للأجيال التي لم تحضر هذه الحرب، نقول لهم إننا عشنا أيام الهزيمة والنكسة التي كانت تهز مشاعر المصريين، ورفض المصريون هذه الهزيمة التي كانت مركبة بتحالف من عدة قوي محتلة إقليمية وخارجية، في الوقت الذي كانت مصر تجر اذيال الهزيمة كانت هناك جهة أخرى تبني وترتقي، وترتفع بالمستوى الاستراتيجي العسكري المصري، وذلك للاستعداد لليوم الذي تنتصر فيه وتسترد أرضها المحتلة في سيناء.
ارتبط انتصار أكتوبر ب “البيجامة الكستور”، والتي ارتبط بها انتصار السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان، حيث أن مصر أعادت تسليم أسري الحرب الإسرائيليين وهم يرتدوا البيجامات الكستور، أي أنها صُنعت في مصر، أي أن مصر تصنع مجدها واقتصادها بيدها؛ ويد أبنائها لابيد أحد محتل.
وهكذا رُسمت الصورة الذهنية في أعين المصريين والعرب ودول العالم بانتصار السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان، وأيضًا الهزيمة النكراء للعدو المحتل “الذي لايهزم” على حد تفكيرهم وتعبيرهم، ولكن إقتحام خط بارليف الحصين بخراطيم المياه كان شاهدًا على العصر، وعلى النصر لمصر، وأصبح هذا النصر ملهمًا ودافعًا للأجيال القادمة، للشباب الذي لم يكن شاهدًا على هذا العصر.
إن احتفال انتصارات أكتوبر كل عام للتذكير بأن عدونا واحد والانتصارات لابد أن توضع أمام أعيننا جميعًا، حتي لاننسي أن هناك عدو يتربص بنا دائمًا ويتحين الفرصة المواتية للإنقضاض وإعادة إحتلاله للأراضي المصرية والعربية.
تحرير الأراضي العربية المحتلة
إن العدو مازال يحتل بعض الأجزاء من الدول العربية الشقيقة لمدة تزيد عن ال ٥٠ عام، وهو ينظر لاحتلال المزيد من الأراضي العربية لتوسيع رقعته الجغرافية، والكل يعلم أن هناك لايوجد سلام مادام هناك محتل ومغتصب للأرض والعرض، وماحدث خلال العامين السابقين منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ ماهو إلا صورة من صور إغتصاب المحتل، فلم ينجوا حتي الشجر والحجر من بطش العدو.
ذكرى نصر أكتوبر المجيد
نستحضر بطولات رجال القوات المسلحة الذين صنعوا ملحمة خالدة ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
إن حرب السادس من أكتوبر – العاشر من رمضان، أعادت بناء الروح المعنوية والثقة للمصريين من جديد، وانتصار للنفس وليس انتصار لاستعادة الأراضي المسلوبة فقط، إنما انتصار لإعادة بناء البشر والحجر، وبناء التحديات لبناء جيش قوي، وإعادة بناء الإقتصاد والتنمية في جميع المجالات.
تحول الهزيمة إلي النصر
* كانت الهزائم والصدمات المتلاحقة التي منى بها الجيش والشعب المصري، بمثابة النواة الأولى لبناء جيش وطني قوي، وبناء إنسان يثق في نفسه وفي بلده وجيشه، لاسترداد واستعادة أرضه وحقه المسلوب، وإعادة بناء كرامته وأصالته التي أراد العدو المغتصب أن يطفئ جزوتها ونورها، ولكن الله أراد أن يتم نوره بالنصر لمصر، حيث استطاعت مصر أن تعيد أرضها وكرامتها وشرفها بالحرب والسلام، الذي تحقق على يد الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي أعاد بدبلوماسيته وحكمته، بناء الثقة للجيش والإنسان المصري لرفع هامته وإسمه بين الأمم.
* إستطاعت حرب السادس من أكتوبر من توحيد الصف وإعادة رفع الروح المعنوية و الثقة بين الجيش والشعب المصري بجميع فئاته.
* رُفع شعار مصر إستطاعت، ومصر تستطيع أن تفعل المستحيل؛ للدفاع عن شرفها وكرامتها وأرضها، وقدرت ثمن كل ذرة رمل إرتوت بدم الشهداء والجرحى والمفقودين، فأصبح الوطن غالي يزود عنه الشرفاء بالغالي والنفيس.
* جاء العبور التاريخي لبطل الحرب والسلام لعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف، والجندي الإسرائيلي الذي لايقهر، وتم النصر و العبور إلى الضفة الشرقية لقناة السويس وتحطيم خط بارليف كان بمثابة حذف و تفنيد للأساطير القديمة لجيش العدو الذي لايقهر ، فقد تم قهره والانتصار عليه وتحرير كل ذرة رمل من سيناء، ومالم يحصل عليه المصريون بالحرب حصلوا عليه بالسلام، وكان آخرها مستعمرة ياميت التي بكوا عليها دماءً حتى لا يخرجوا منها ويتركوها للمصريين أصحاب الأرض، ولكن هيهات منا الذلة فقد تركوها وكانت بمثابة شاهد على عصر الانتصارات الحقيقية على أرض الواقع.
* مصر علمت العالم كيف تنتصر على العدو بالتكتيك والاستراتيجية والدبلوماسية، فعززت مصر مكانتها على المستوى العربي والإقليمي والدولي.
وعاد الأسرى الإسرائيليين في إتفاقية لتبادل الأسرى بعد لبسهم” البيجامات الكستور” الذي أصبح رمز للنصر والشهامة والجهاد وعودة الكرامة المصرية وعودة الأرض لأصحابها المصريين.