
كتب: جلال ممدوح همام
من كوم بلال مركز نقادة محافظة قنا يستعرضون مهارتهم بركوب الخيل، ويتفاخر الخيال بحصانه أمام ساحة المرماح، ويعرض مهاراته للحاضرين، الذين يقطعون عشرات الكيلو مترات حتى يستمتعون بمشاهدة الخيل في الحلقة المخصصة لذلك، والأماكن الواسعة.
المرماح له أصوله وقواعده التي يلتزم بها الفارس، أو الخيال من مختلف الأعمار، وهي مسابقة ولعبة يتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل، ويشارك فيها أنواع مختلفة من الخيول العربية، وأنواع أخرى ويبدأ التجمع في فترة ما بعد الظهيرة، وحتى غروب الشمس.
التعرف علي هذا الموروث الشعبي المتوارث في الصعيد
تتبختر الخيول علي أنغام المزمار الصعيدي متألقة، شامخة بزينتها الكاملة ، وترمح بخطوات رشيقة خلال تباري الفرسان من الشباب والرجال، وسط أجواء شعبية تحتفي بأحد أهم الموروثات التي لا يزال أهل الصعيد في مصر يمارسونها حتى اليوم، وتصحيحًا للمفاهيم وكسر الصورة النمطية المأخوذة عن بعض موروثاتنا في حياة الأجداد، بمختلف جوانبها من العادات والتقاليد والاحتفالات إضافة إلى الموروثات الشعبية الصعيدية الأصيلة.
المرماح هو لعبة شعبية جماعية تقام في غالبية قرى وبلدان صعيد مصر؛ حيث أنها تجسد معارك الخيول القديمة، وبذلك يدعو شباب القرية المنظمة للحدث كل القري المجاورة من خيالة البلدان إسوة بجميع أطياف الثقافة الشعبية، ويصعب تحديد تاريخ دقيق لنشأة لعبة المرماح وأصولها.
الثقافة الشعبية تنشأ من الوجدان الجماعي للشعوب، أو الجماعات، ويعتبر المرماح لعبة شعبية تتميز بطابع خاص إذ تجمع بين التراث العربي مع التراث المصري القديم الذي يحتفي بالخيل، وبين استخدامها بالحروب والمعارك.
أصل المرماح
أصبحت القرى في صعيد مصر ساحة ازدهرت فيها الألعاب الشعبية، ومن أبرزها الرمح والعدو بالخيل، وذلك لإستعراض القوة والمهارة في ركوب الخيل.
أما عن إطلاق اسم المرماح على هذا الموروث الشعبي ، فنوضح أنه ينحدر من كلمة الرَمح بفتح الراء أي العدو أو الجري، والمرماح لا يعتبر سباق فروسية بالمعنى الحرفي إنما محاولة إستعراض كل خيال لبراعته في ترويض الخيل، وأهتمامه بفرسه. وركوب الخيل. وإعلاء شأن بلده الذي ينتمي إليها والحصان أو الفرس الذي يمتطيه يزداد سعره.
يبدو أن موروث المرماح يرتبط بشكل وثيق بالاحتفالات، ونشير إلى أن حلقات المرماح تقام خلال حفلات الزفاف والموالد التي يتوافد عليها جميع القري المجاورة .
فعاليات المرماح تشهد حضور أعداد غفيرة من أهل القرية، والقري المجاورة من الشباب، والرجال الذين يتجمعون حول حلقة المرماح لمشاهدة عروض الخيالة التي تعكس مهارتهم بالخيل إلى جانب كونها مظهرًا من مظاهر الفخر والزهو وعرض الخيل.