أخبارأدب وشعر

المجنون الإيطالي

المجنون الإيطالي

✍️ بقلم: أ. خالد عبد المقصود

قصة ماركو ماريوليني: صيّاد المصابات بفقدان الشهية

تُعد قضية الإيطالي ماركو ماريوليني واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت أوروبا في أواخر القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، إذ كشفت عن هوس مرضي غريب بالسيطرة والعنف النفسي والجسدي.

من هو ماريوليني؟
لقّبته الصحافة بـ”صيّاد المصابات بفقدان الشهية” (The Anorexic Hunter)، إذ لم يكن يسعى إلى علاقة عاطفية طبيعية، بل كان مهووساً بالنساء اللواتي يعانين من فقدان الشهية العصبي أو يجبرهن على التجويع القسري حتى يصلن إلى أقصى درجات الضعف، الذي كان يراه في نظره “كمالاً وجمالاً مطلقاً”.

ضحايا الهوس والسيطرة
كانت لوتشيا زوجته الأولى أولى ضحاياه، إذ أخضعها لبرنامج قاسٍ من التجويع حتى وصل وزنها إلى 33 كيلوجراماً فقط، قبل أن تنجو منه بالحمل وتفرّ من جحيمه.
أما مونيكا كاليبي فكانت الضحية الثانية والأشهر، حيث عاشتها معه فصولاً من الإذلال الممنهج: كان يجبرها على مشاهدته يتناول الطعام في المطاعم، بينما يمنعها من الأكل. وعندما تناولت سراً طبقاً من النيوكي جراء الجوع الشديد، صفعها أمام الناس وعذّبها في المنزل.

بلغ بها اليأس حدّ محاولة قتله بمطرقة، لكنها فشلت وسلّمت نفسها للشرطة. المفارقة أن القضاء وضعها تحت الإقامة الجبرية، فيما أُطلق سراحه ليستغل الحرية في كتابة كتاب بعنوان “صيّاد المصابات بالأنوريكسيا”، يفاخر فيه بجرائمه.

النهاية المأساوية
في عام 2001، التقى ماريوليني مجدداً بمونيكا، فقام بطعنها 22 طعنة حتى الموت. كانت الجريمة صادمة للرأي العام الإيطالي، ليس فقط لوحشيتها، بل لتقصير السلطات في حمايتها رغم بلاغاتها المتكررة وتهديداته العلنية بقتلها.

ورغم الحكم عليه بالسجن، استفاد ماريوليني لاحقاً من تخفيف العقوبة، ليُفرج عنه في عام 2021، مما أثار موجة غضب واسعة في الأوساط الحقوقية والإعلامية.

خاتمة
تظل قصة ماريوليني ومونيكا كاليبي مثالاً مروّعاً على مرض السيطرة الذي يتحوّل إلى جنون إجرامي، وعلى ثمن الصمت والتقاعس عن حماية الضحايا من العنف النفسي والجسدي المقنّع.

محمد صالح العوضي

صحفي بجريدة الأسبوع العربي نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى