أبطال صنعوا التاريخأخبارأخبار الأسبوعأخبار عربيهإستغاثهالأسبوع العربيالدول العربية و الشرق الأوسطالسياسية والعسكريةالشرق الأوسطتقاريرحوادق و قضايادول القارة الأفريقيةشئون سياسيةعاجل ..مقالات تِكوزير الخارجية والتعاون الدولي
أخر الأخبار

إغتيال أصغر برلمانية في تاريخ السودان!

ماذا يحدث في الفاشر في السودان؟

مقالات ذات صلة

كتبت: مها أبو ندا

اغتالت ميليشـيا الدعم السـريع في السودان صباح يوم الاثنين الموافق ٢٧ من أكتوبر ٢٠٢٥، في مدينة الفاشر، الأستاذة سهام حسن حسب الله، أصغر برلمانية في تاريخ السودان.

عُرفت الراحلة سهام حسن بمواقفها الوطنية الشجاعة ودفاعها القوي عن قضايا السودان ودارفور، إلى جانب نشاطها في دعم المرأة والشباب وتقديم المساعدات.

 ما بال الفاشر تجوع؟

أتشبع الأرض نارًا وتبيتُ بطون أهلها خاوية؟
أيُعقل أن يُهتك الجسد جوعًا، بينما الصمت يملأ الأفق؟
سكان الفاشر أطفالهم ينامون على وجع المعدة، ونسائها الثكالي يبكين في صمت، وشيوخها يكتفون بالدموع والدعاء بعد أن جفّت أيدي المساعدات، نفس المشاهد المكررة في غزة، ولكن غزة عدوها مختلف اما السودان عدوها من بني جلدتها.

 

 الفاشر تموت لا فقط من الجوع بل ومن الرصاص! 

من نسيان العالم، ومن قسوة القريب قبل البعيد، ومن موائد عامرة لا يصل منها فتاتٌ إليهم.

في الوقت الذي أقوم فيه بكتابة هذا المقال ثمة مواطنٌ يُقتل قصفًا أو تصفيةً، وآخر يموت جوعًا بسبب الحصار من الأخوة.

الحصار المميت إلى متى؟ وأين الإنسانية؟

بين حصارٍ مميت في غزة، وجوعٍ يفتك في السودان يتوحّد الوجع، وتغيب الإنسانية فحقوق الحيوان أصبحت أهم من حقوق الإنسان.

أطفالُ السودان اليوم يموتون بصمتٍ موجِع، أنهكَ الجوع أجسادَهم، واغتالَ العطشُ براءتَهم، تُزهَقُ الأرواحُ هناك، لا بصوت الرصاص! بل بخنقِ الجوع، وبالعطش، وبالإعدامات الميدانية، وبالشنق، وبالإغتصاب، والدفن أحياء، و بالدهس.

خبر لا يهم العالم!

الإبادة الجماعية تُعاد من جديد، ولكن هذه المرة في السودان المنسيّ وسط تعتيم إعلامي وصمت عالمي رهيب، هؤلاء أخوتنا، تحدثوا عنهم!
اللهم أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف،
وكن لهم عونًا حين عزّ العون.

هل تعلم ماذا حدث ويحدث لفتيان وسيدات السودان في الفاشر؟

في هذه الصورة سيدة سودانية ملقاه في الصحراء، مكشوفة الرأس والذراع وهي أصلا محجبة، ومن صورها هو الذي كشف ذراعها وأزاح الطرحة من فوق رأسها، وهو أيضًا من أجهز عليها، عصـ.ابات الدعم السريع..ولم تكن امرأة عادية..هي أصغر نائبة في تاريخ البرلمان السوداني، السيدة سهام حسن، ولم يشفع لها تاريخها ولا منصبها السابق..
وأول ما استولت عصـابات الدعم السريع على الفاشر قاموا بتصفيتها، وهذا مايحدث للفتيات والسيدات وللمشاهير منهن..فما بالك بالإنسانة السودانية العادية التي لايعرفها احد..؟!

تخيل ما تفعله عصـابات الدعم بهن؟

هناك بعض الصور التقريبية المروعـة..

في شهر أبريل الماضي..وفي مخيم إسمه ” زمزم” للاجئين قرب مدينة الفاشر..دخلت عصابات الدعم السريع..هل تعلم ماذا فعلوا ؟
هل تتذكر مذبحة صابرا وشاتيلا في لبنان عام 1982م؟
إنها نسخة طبق الأصل إن لم تكن أسوأ..اغتصبت قرابة مائتي فتاة، واختطفت العشرات صوب مدينة نيالا في جنوب دارفور، 50 فتاة جرى اختطافهن ونقلهن على متن شاحنة بيك أب ولم يعثر عليهن قط، فاطمة بخيت كانت حامل، فقدت زوجها واثنين من أولادها، وتحكي وتقول إنها جمعت أجزاء من ابنها بإيديها، لم تشعر بعد ذلك بأي شيء حتى الجوع..فاطمة رأت بعينيها أطفال مختبئين في مدرسة تحفيظ قرآن اسمها مدرسة الشيخ فرح، ورأت كيف أن عصـابات الدعم السريع، اقتادت 15 طفل من حفظة كتاب الله، وأجهزت عليهم، تخيل أن يجهز أحدهم على طفل يحمل مصحفًا؟

وتحكي حليمة سيدة كان لديها 3 أطفال بنات وطفل ذكر، عصابات الدعم جمعتهم كلهم، أجهزوا على الولد وشرعوا في اغتصاب الفتيات الثلاث أمام أمهم، أمام أمهم يا عالم وضيع..أمام أمهم.. إحدى البنات رأت كل هذا وعرفت إنه سيحدث لها هكذا..كانت طبيبة اسمها ” هنادي داوود”، رأت عصابات الدعم قادمة عليها..وقفت تصرخ في زميلاتها ” فلنغادر الدنيا بشرف”، إستلت سكين من المطبخ، ووقفت بها أمامهم وما كان منهم إلا انهم غربلوها بالرصاص بالمعنى الحرفي للغربلة ..وهناك 1500 ضحية في معسكر لاجئين يضم نساء وأطفال، هذا من ستة أشهر فقط، وهذا مقتبس في تحقيق استقصائي مؤلم من الجارديان البريطانية تحت عنوان The inside Story of how one of the biggest atrocities of the Sudan War unfolded in Zamzam..

هل عرفت لماذا ولابد ان نتكلم عن الفاشر ؟

لأنه في الوقت الذي نحن ماكثين في بيوتنا آمنين، هناك نساء كأمهاتنا، وفتيات كأخواتنا، وأولاد كأطفالنا يساقون الآن وكل ثانية نحو الجحيم سوقًا على يد عصـابات الدعم الممولة من إحدى أحط الدويلات على وجه الأرض، دويلة البترول الخليجية، لأن تاريخ عصابات الدعم يقول لنا إنهم يكرروا نفس الأساليب، التي عملوها في زمزم، يكرروها في الفاشر، والبداية من تصفية الجنود وصولاً للنائبة سهام حسن ولن يرحموا طفلاً أو شيخًا أو فتاتًا..لأنه للأسف رعب يموله عربان تطاولوا في البنيان واشتروا العالم كله بأموال البترول حتي يسكت عنهم وعن جرائمهم..ولم يعد للسودان صوتًا غيرنا كصحافة حرة..هذا ما فعلته أموال نفط الخليج في أمهاتنا وأولادنا واخواتنا في السودان..ثم يسأل سائل ويقول لماذا نكره تلك الدويلة؟

نقول لهم لأنها صنعت من عظام أطفالنا وجماجم نساءنا، ما لم يسقط بالتقادم او بمرور الزمن ولن يمحى إلا بألف ألف قصاص.

مايدمي القلب أيضًا، في قلب الفاشر
توسلت إمرأة إلى مليشي وجّه ىىىلاحه نحوها صارخة لا تقتلني عندي طفل رضيع!
ردّ المليشي ببرود صادم، ومن قال لكِ أن تَلِدي امباي؟
وبدون تردد اخترق جسدها وطفلها وابل من الرصـاص، سقطت الأم قتيلة وارتوت الأرض بجريمة وحشية.

بـأي ذنبٍ قُتلت المرأة وطفلها؟وما حِيلتُهم؟

لستُ حرًّا ما دامت إمرأة غزة و الفاشر غير حرة وتُنتهك وتُقتل.
الناس الآن في مدينة الفاشر يموتون بأبشع أنواع الطرق، يبادون دون أي سبب، لا يستطيعون حتى النزوح إلى اللامكان، الموت يلوح في كل شبر في تلك المدينة.
وليس بوسعي سوى أن أخبر العالم بذلك، والدعاء لهم، وذلك أضعف الإيمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى